هل قرأت؟


سرّ الإعتراف في الكنيسة، يتضمن معنى الإعتراف بالخطايا والإقرار بحقّ العقوبة، ويتم الغفران من الخطايا بتوبة قلبية حقيقية والنية لعدم العودة, وفعالية سرّ الإعتراف تأتي من خلال إعتراف الشخص بالخطايا والإقرار بها أمام الأب الكاهن، والخضوع لوضع اليد ونوال الحل. 

ويتمّ من خلال سرّ الإعتراف غفران الخطايا ومحوّها ومحو ديونتها وآثارها الروحية، بحسب ما جاء في الكتاب المقدس. ويتضمّن سرّ الإعتراف أيضاً المصالحة والتسامح والسماح، كما قال الرسول بولس في رسالته إلى أفسس: "لأنه هو سلامنا، الذي جعل الاثنين واحداً، ونقض حائط السياج المتوسط". وتسمح الكنيسة للمعترف بتناول سرّ الإفخارستيا.

سر الاعتراف


الإعتراضات الموجهة لسر الإعتراف 


الاعتراض الأول : 

يقولون إن الكتاب لم ينص صراحة على الإعتراف في العهد الجديد.

الرد: يتم رد هذا الإعتراض بالإشارة إلى وجود ممارسات وإشارات في العهد الجديد تؤكد على أن الإعتراف كان موجوداً طوال الفترة التي تراوحت بين موسى ومجيء المسيح، وأصبح من الثوابت والبديهيات, ويتم توضيح ذلك من خلال توضيحات في العهد القديم حول ضرورة الإعتراف بالخطايا عند تقديم الذبيحة، نقرأ في (عد5: 6,7): إِذَا عَمِلَ رَجُلٌ أو امْرَأَةٌ شَيْئًا مِنْ جَمِيعِ خَطَايَا الإِنْسَانِ، وَخَانَ خِيَانَة بِالرَّبِّ، فَقَدْ الليث تلك النَّفْسُ فلتقر بخطيتها التي عَمِلتُ.

وكذلك يظهر سر الأعتراف من خلال ممارسات وإشارات في العهد الجديد, كما أن الإعتراف على يد الكاهن ليس فقط للغفران ولكن أيضاً كشرط لقبول الله العطايا والتقدمات, وهناك بعض الأمثلة التي تؤكد على علاقة الاعتراف بالتوبة والصوم، وذلك من خلال سفر نحميا وقصة معمودية يوحنا المعمدان فنجد مثلاً كان الشعب يقرن التوبة بالإعتراف أثناء قبولهم معمودية يوحنا المعمدان: خَرَجَ إِلَيْهِ جَمِيعُ كُورَةِ الْيَهُودِيَّةِ وَأَهْلُ أُورُشَلِيمَ وَاعْتَمَدُوا جَمِيعُهُمْ مِنْهُ فِي نَهْرِ الْأَرْدُنٌ مُعْتَرِفِينَ بِخَطَايَاهُهم (مر١ ٤-٥) حِينَئِذٍ خَرَجَ إِلَيْهِ أُورُسُلِيمُ وَكُلُّ الْيَهُودِيَّةِ وَجَمِيعُ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ بِالأَرْدُنُ، وَاعْتَمَدُوا مِنْهُ فِي الأرْدُنّ، مُعْتَرِفِينَ بِخَطَايَاهُمْ" .

كما أن الاعتراف يشجع عليه الله نفسه، ويؤكد عليه المسيح من خلال تعاليمه، وقصة المرأة الخاطئة التي نالت الغفران بعد أن اعترفت بخطاياها.

وسر الإعتراف في الكنيسة المسيحية منذ البداية، وكان موجودًا منذ المسيح والرسل والآباء حيث أن رسالة يعقوب في العهد الجديد تشجع صراحة على الإعتراف بالخطايا للشفاء الروحي والجسدي. كما يذكر الرسول يوحنا أن الإعتراف ملازم للتوبة دائمًا, فيقول: إن اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلَّ إِثْمِ" (ايوا : ٩).

كما يوجد اتفاق مسكوني على هذا السر، وهو ما يؤكد أنه حقيقة ومبدأ راسخ في الكنيسة. فكيف إنتقل هذا السر بين الكنائس المنشقة إلا لو كان قديما وراسخا, ويوجد أقوال للقديسين يؤكدون فيها على أهمية سر الإعتراف في الكنيسة، يقول القديس أثناسيوس: "كما أن المعتمد يستنير بنعمة الروح القدس هكذا كل من يعترف بخطاياه بواسطة الكاهن بالغفران بنعمة المسيح", كما تقول الديداكية (تعاليم الرسل): "عليك أن تعترف بخطاياك في الكنيسة، في يوم الرب إجتمعوا معًا واكسروا الخبز بعد أن تكونوا قد إعترفتم بخطاياكم".



الاعتراض الثاني:

 يقول أن الإعتراف بين الإنسان والله فقط.

الرد:  إن كلمة إعتراف بين الإنسان والله فقط هو إفراغ المحتوى الكلمة, وستصبح الآية "إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْم" (ايوا : ۹) بلا معنى, فالإعتراف الأرثوذكسي يحقق قول الكتاب، كما ذكرنا كانوا" يأتون مخبرين ومقرين بأفعالهم، فأين الإقرار والإخبار إن كان الإعتراف أمام الله فقط؟.

وكيف شرح الكتاب المقدس سر الإعتراف, كيف فهمه وشرحه معلمنا يعقوب بل الروح القدس على فمه إذ يقول: "اعْتَرِفُوا بَعْضُكُمْ لبَعْض "بِالزَّلاتِ (يع ٥ : ١٦) فهل هنا فهمه يعقوب الرسول بين الإنسان والله فقط ؟! طبعا لا. 

وأن فهم الرسل والآباء يؤكدون على ممارسة الإعتراف على أيدي الكهنة. فإذا كان الإعتراف أمام الله فقط فهو حق يخصه وحده، ولكن الرسل قبلوا إعترافات الناس المقرين بخطاياهم. 

وكيف يمكن للكهنة أن يمارسوا أمر المسيح "مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ، وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ أُمْسِكَتْ" (يو ۲۰ : ۲۳) كيف يغفروا ما لا يعرفوه؟ أو كيف يمسكوا ما لا يعرفوه؟ وكيف يعرفوا خطايا الناس وتوبتهم إن كان الإعتراف أمام الله فقط؟!.

فالإعتراف لا يكون فقط بين الإنسان والله، بل يجب أن يكون بين الإنسان والكاهن أيضًا، وذلك وفقًا لفهم الرسل والآباء.

 

الاعتراض الثالث 

يقولون أن الكاهن هو انسان يخطئ فكيف تعترف عليه؟

الرد: والرد على هذا الاعتراض هو أنه إذا تم الاعتراف بالخطايا فإنه ليس بالضرورة أن يكون الكاهن كاملاً لأن الإعتراف ليس للكاهن وحده بل لله الذي هو مؤسس التدبير الكهنوتي، ويمكن أن يقبل الكاهن إعترافات الآخرين, وهو نفسه يعترف على يد كاهن آخر. ومثال على ذلك هو أن الرسل والمعلمين في الكنيسة الأولى كانوا يتعلمون من بعضهم البعض ويقودون الكنائس بالتعليمات الكهنوتية, كما أن الرسول يعقوب قد ذكر أيضًا في رسالته أن الكهنة هم بشر تحت الضعفات ويمكنهم الإعتراف بالخطايا والتعامل مع المرضى، ولكنهم يعملون بإرشاد من الله الذي يسمع لصلواتهم ويعطيهم القوة.



الاعتراض الرابع : 

يقولون إن الغفران هو عمل من أعمال المسيح الكفارية فلماذا يكون للبشر وساطة فيه؟

الرد: ويتم الرد على هذا الاعتراض بتوضيح الفرق بين الكفارة والمغفرة، حيث يتعهد الكاهن بنقل استحقاقات الدم من المسيح إلى التائبين. والله يمكنه أن يوكل النعمة على وكلاء لتوزيعها وحراستها، كما حدث في معجزة إشباع الجموع التي أقامها المسيح. ومن أدوار الكاهن في الكنيسة، أن يشرح طريق التوبة للراغبين في الرجوع إلى الله ويوجههم في الإيمان، كما يتأكد من استيفاء شروط التوبة الصحيحة ويحدد وجود الخطايا ويقوم بحل النزاعات، ومن مهامه أيضًا توجيه الخطاة للنصرة على الخطيئة ومتابعتهم في التقدم الروحي. ولأن الكاهن هو أب الاعتراف في الكنيسة، فهو الذي يتعرف على دواخل الأفراد ويختار الصادق والثابت في مهام الكهنوت والخدمة المتنوعة. ومن يراه الأب الكاهن صادقًا في توبته، يسمح له بتناول الأسرار المقدسة، وإلا فهو يضع نفسه في دينونة. فالكاهن له الحق في حرمان الأشخاص من التناول، كما فعل الرسول بولس مع خاطئ كورنثوس. ويدعو الرسول إلى حرمان من يمارسون الخطايا مثل الزنى والشرب والسب والسخرية من الجماعة. ولكن في الرسالة الثانية لكورنثوس، يدعو الرسول إلى التسامح والمحبة، ويطلب من الجماعة تقديم المغفرة والتسامح للخاطئ وإعادته إلى الشركة, فيقول: "مِثْل هذا يكفيه هذا القصاص الَّذِي من الأكثرينَ، حَتَّى تَكُونُوا بِالْعَكْس تُسَامِحُونَهُ بِالْحَرِي وَتُعَزُونَهُ، لئلا يبتلع مثل هذا مِن الْحُزْنِ الْمُفْرِط لذلك أطلب أن تُمَكْنُوا لَهُ الْمَحَبة, لأني لهذا كتَبْتُ لِكَيْ أَعْرِف تَزْكِينَكُمْ هَلْ أَنْتُمْ طَائِعُونَ فِي كُلِّ شَيْءٍ؟ وَالَّذِي تَسَامِحُونَهُ بِشَيْءٍ فَأَنَا أَيْضًا. لأني أنَا مَا سَامَحْتُ بِهِ إِنْ كُنْتُ قَدْ سَامَحْتُ بِشَيْءٍ فَمِنْ أَجْلِكُمْ بِحَضْرَةِ المسيح، لئلا يَطْمَعَ فِينَا الشَّيْطَانُ، لأننا لا نَجْهَلْ أَفْكَارَهُ" (2كو 2: 6- 11).



.... Follow


Do not forget to subscribe to the service site:
(explanation between the lines of the Bible)
May the Lord reward you
🙏 Amen 🙏

لقراءة موضوعات تطبيقات عهد قديم
👈👈👈 (اضغط هنا)
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

لقراءة موضوعات تطبيقات عهد جديد
👈👈👈 (اضغط هنا)
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

لقراءة موضوعات اسرار في لغة الوحي
👈👈👈 (اضغط هنا)
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

لقراءة موضوعات عن الطلاق
👈👈👈 (اضغط هنا)

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

لقراءة موضوعات عن الابوكريفا

لتحميل (٥ صفحات) من كتاب التوراة في التلمود (١- ٥) PDF
👈👈👈(اضغط هنا)

لتحميل (٥ صفحات) من كتاب التوراة في التلمود (٦- ١٠) PDF
👈👈👈(اضغط هنا)

لتحميل (٥ صفحات) من كتاب التوراة في التلمود (١١- ١٥) PDF
👈👈👈(اضغط هنا)

لتحميل (٥ صفحات) من كتاب التوراة في التلمود (١٦- ٢٠) PDF
👈👈👈(اضغط هنا)


تحميل مقدمة مهمة لفهم اسرار لغة الوحي (٦ صفحات) PDF 
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ 

تحميل ٥ آيات من الانجيل تحليل وترجمة (١- ٥) (٥ صفحات) PDF  
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ 

تحميل  ٥  آيات من الانجيل  تحليل وترجمة  (٦- ١٠)  (٥  صفحات) PDF  
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _  

تحميل  ٥  آيات من الانجيل  تحليل وترجمة  (١١- ١٥) (٥  صفحات) PDF  
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _  

تحميل  ٥  آيات من الانجيل  تحليل وترجمة  (١٦- ٢٠)  (٥  صفحات) PDF  
 

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

Bibleube BLOG
Explanation between the lines of the Bible
Supervised by:
The Shepherd Father ologios

Coptic orthodox servant
explains between the lines of the Bible
مدونة Bibleube 
شرح بين سطور الكتاب المقدس
يشرف عليها:
الاب اولوجيوس الراعي 

شرح بين سطور الكتاب المقدس Bibleube

خادم قبطي ارثوذكسي
يقوم بشرح بين سطور الكتاب المقدس 

يسعدنا انضمامك إلى أسرة Bibleube لدراسة الكتاب المقدس

شرح بين سطور الكتاب المقدس Bibleube

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _


🌹 تحياتي 🌹
🌹 👋👋👋🌹
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -