Second Sunday: The Annunciation of the Angel Gabriel to the Virgin Mary
العشية :
يتحدث مزمور العشية (مز144: 5 ، 7 ) عن طلب نزول السيد المسيح من السماء ,
وكأن البشر يستغيثون بالمُخلص , سرعة النزول , فيقولون :
يارَبُّ، طأطِئْ سماواتِكَ وانزِلِ , ~P[oic rek niv/ou;i ;amou ;epec/t :
المِسِ الجِبالَ فتُدَخنَ , [inem nitwou ouoh marouses ;,remtc :
أرسِلْ يَدَكَ مِنَ العَلاءِ ، ouwrp ;ntekjij ;ebol qen ;p[ici :
أنقِذني ونَجني. هلليلويا matoujoi ouoh nahmet . All/lou;ia
يتحدث إنجيل العشية (لو7: 36-50) عن المرأة الخاطئة ,
التي دخلت بيت الفريسي ، ودهنت قدمي مخلصنا الصالح بالطيب ، ...
فقال لها السيد المسيح : " مَغفورة لكِ خطاياكِ ".
وهذا إشارة بإعلان الخلاص لكل البشر ،
عن طريق بشارة الملاك جبرائيل للعذراء ,
بميلاد (المخلص) الذي يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ (مر 1 : 21).
باكر :
يوضح لنا مزمور باكر (مز72: 6-7) حلول مخلصنا الصالح في بطن السيدة العذراء ,
بنزوله المملوء سلاماً يحل بهدوء مِثلَ المَطَرِ علَى الجُزازِ , ومثل قطرات تقطر علي الأرض,
فيقول المزمور :
يَنزِلُ مِثلَ المَطَرِ علَى الجُزازِ، ~ Ef;e;i ;epec/t ;m;vr/] ;noumounhwou ;ejen oucort :
ومِثلَ الغُيوثِ الذّارِفَةِ علَى الأرضِ , nem ;m;vr/] ;nhanteltili eu;yl/ hijen ;pkahi :
يُشرِقُ في أيّامِهِ الصديقُ ، Ec;e;asai ;nje oumeym/i qen nef;ehoou :
وكثرَةُ السَّلامِ . هلليلويا nem ;p;asai ;nte ouhir/n/. All/lou;ia
ويتحدث إنجيل باكر (لو11: 20-28) عن:
شفاء السيد المسيح للإنسان الأخرس , الذي كان يسكنه الشيطان ,
فالسيد المسيح ملك السلام جاء (إلينا علي الأرض) ,
ليعطي السلام لكل نفس متعبة ,
جاء يشفي كل مَنْ تسلط عليهم إبليس.
البولس : (رو3: 1 - 4: 1-3)
يتكلم مُعلمنا بولس الرسول في هذا الفصل أنه بأعمال الناموس لا يتبرر أحد أمام الله ,
بل الكل يتبررون بالإيمان بيسوع المسيح ، فقال :
"وأمّا الآنَ فقد ظَهَرَ بِرُّ اللهِ بدونِ النّاموسِ، مَشهودًا لهُ مِنَ النّاموسِ والأنبياءِ،
بِرُّ اللهِ بالإيمانِ بيَسوعَ المَسيحِ، إلَى كُل وعلَى كُل الذينَ يؤمِنونَ".
ويظهر لنا إيمان السيدة العذراء في قولها :
هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ
الكاثوليكون : (1يو1: 1-10 ، 2: 2)
يتحدث هنا مُعلِمنا يوحنا الرسول , عن ظهور السيد المسيح , فيقول :
"الذي كانَ مِنَ البَدءِ، الذي سمِعناهُ، الذي رأيناهُ بعُيونِنا، الذي شاهَدناهُ،
ولَمَسَتهُ أيدينا، مِنْ جِهَةِ كلِمَةِ الحياةِ. فإنَّ الحياةَ أُظهِرَتْ".
ثم يعلن أن :
"اللهَ نورٌ وليس فيهِ ظُلمَةٌ البَتَّةَ ...
اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ
وإنْ سلكنا في النّورِ كما هو في النّورِ، فلنا شَرِكَةٌ بَعضِنا مع بَعضٍ.
وأخيراً يُعلِن أن :
الذي بُشر به اليوم هو شفيعنا عند الآب ، وهو أيضًا كفارة لخطايانا ولخطايا كل العالم.
الإبركسيس : (أع7: 30-34)
يتحدث هنا سفر الأعمال , عن موسى النبي فيقول :
ولَمّا كمِلَتْ أربَعونَ سنَةً، ظَهَرَ لهُ مَلاكُ الرَّب في بَريَّةِ جَبَلِ سيناءَ في لهيبِ نارِ عُلَّيقَةٍ ... ,
وظهور الرب لموسى النبي هو إشارة واضحة لحلول اللاهوت (لهيبِ نار) في أحشاء السيدة العذراء (العليقة) .
ثم يختم الفصل بقول الرب :
إني لقد رأيتُ مَشَقَّةَ شَعبي الذينَ في مِصرَ، وسمِعتُ أنينَهُمْ ونَزَلتُ لأُنقِذَهُمْ. فهَلُمَّ الآنَ أُرسِلُكَ إلَى مِصرَ.
و هي إشارة واضحة لنزول السيد المسيح إلى أرض الشقاء (مصر) لكي يخلص البشر من سلطان الخطية,
مزمور القداس :
يتحدث مزمور القداس (مز 45 : 10 – 11 ) , في نبوة واضحة عن العذراء فيقول :
اِسْمَعِي يَا بِنْتُ وَانْظُرِي، وَأَمِيلِي أُذُنَكِ , Cwtem taseri ;anau rek pemasj :
وَانْسَيْ شَعْبَكِ وَبَيْتَ أَبِيكِ , ;ari;pwbs ;mpelaoc nem ;p/i ;nte peiwt :
لأن الْمَلِكُ أشْتَهِيَ حُسْنَكِ ، je ;a piouro ;er;epiyumin ;epecai :
لأَنَّهُ هُوَ سَيِّدُكِ . هلليلويا je ou/i ;nyof pe pe[oic . all/lou;ia
وكما نقول في التسبحة :
تطلع الآب من السماء , فلم يجد من يُشبهكِ , أرسل وحيده , أتي وتجسد منكِ .
إنجيل القداس : (لو1: 26-38)
26وَفِي الشَّهْرِ السَّادِسِ أُرْسِلَ جِبْرَائِيلُ الْمَلاَكُ مِنَ اللهِ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ اسْمُهَا نَاصِرَةُ، 27إِلَى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُل مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ اسْمُهُ يُوسُفُ. وَاسْمُ الْعَذْرَاءِ مَرْيَمُ. 28فَدَخَلَ إِلَيْهَا الْمَلاَكُ وَقَالَ:«سَلاَمٌ لَكِ أَيَّتُهَا الْمُنْعَمُ عَلَيْهَا! اَلرَّبُّ مَعَكِ. مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ». 29فَلَمَّا رَأَتْهُ اضْطَرَبَتْ مِنْ كَلاَمِهِ، وَفَكَّرَتْ:«مَا عَسَى أَنْ تَكُونَ هذِهِ التَّحِيَّةُ!» 30فَقَالَ لَهَا الْمَلاَكُ:«لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ، لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ. 31وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. 32هذَا يَكُونُ عَظِيمًا، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى، وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ، 33وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ».34فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ:«كَيْفَ يَكُونُ هذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟»35فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ. 36وَهُوَذَا أَلِيصَابَاتُ نَسِيبَتُكِ هِيَ أَيْضًا حُبْلَى بِابْنٍ فِي شَيْخُوخَتِهَا، وَهذَا هُوَ الشَّهْرُ السَّادِسُ لِتِلْكَ الْمَدْعُوَّةِ عَاقِرًا، 37لأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَى اللهِ». 38فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ». فَمَضَى مِنْ عِنْدِهَا الْمَلاَكُ.
(» تَكَلَّمْ يَا رَبُّ لأَنَّ عَبْدَكَ سَامِعٌ« )
(26) وَفِي الشَّهْرِ السَّادِسِ أُرْسِلَ جِبْرَائِيلُ الْمَلاَكُ :
في اليوم السادس خُلِقَ الإنسان (آدم الأول) ,
في اليوم السادس سقط الإنسان ,
وفي الشهر السادس البشري بميلاد (آدم الأخير),
وفي اليوم السادس , والساعة السادسة سُمِرَ (المخلص) علي الصليب.
مَدِينَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ اسْمُهَا نَاصِرَةُ :
البشارة الأولى تمت في الهيكل أثناء العبادة الجماعية ,
وكانت بشارة عن أعظم مواليد النساء ,
أما البشارة بالمسيح - الإله المتجسد الذي أخلى ذاته - فكانت في بيت فقير مجهول ،
في قرية فقيرة مجهولة ، بطريقة سرية (حتي يوسف نفسه لم يشعر بها ) ، ...
(28) سَلاَمٌ لَكِ أَيَّتُهَا الْمُنْعَمُ عَلَيْهَا :
سَلاَمٌ :
الكلمة اليونانية هي (χαῖρε) ,
وتعني افرحي , وليس مجرد سلام .
افَرحي أَيَّتُها الـمُمتَلِئَةُ نعمة
الْمُنْعَمُ عَلَيْهَا :
أصلها اليوناني هو (κεχαριτωμένη)
يجوز ترجمتها : الْمُنْعَمُ عَلَيْهَا
ويجوز ترجمتها : الـمُمتَلِئَةُ نِعْمَةً .
(29) فلما رأته اضْطَرَبَتْ مِنْ كَلاَمِهِ،
فلما رأته : هي باليونانية (ἰδοῦσα) ,
وهي في الواقع غير موجودة في النصّ السكندري ,
بل مضافة في النسخ (البيزنطية) في العصور الوسطى ,
(بسبب تأثر النساخ بما قيل عن زكريا «فلما رآه زكريا اضطرب» عدد 12 )
وهذا يؤكد لنا :
أن مريم لم تضطرب من منظر الملاك ,
بل من (كلامه) تحيته غير المتوقعة .
(32) هذَا يَكُونُ عَظِيماً ، وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى :
في اليونانية : (ἔσται μέγας) , والقبطية : ( ef`eerouni];) , والآرامية : (awhn) ,
في زمن (المستقبل) , أي (سيكون عَظِيماً) , لأنه في ميلاده مارس أقصى درجات الإخلاء.
(33) وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ :
هذه العبارة كما هي , دخلت في قانون الإيمان النيقاوي
أيقونة بيزنطية تظهر
القديس يهوياقيم والقديسة حنة
والدي العذراء
(34) كَيْفَ يَكُونُ هذَا :
لم يكن سؤال العذراء هذا , نابع عن شك في صحة الوعد
ولكن سؤالها كان بسبب أنها تريد معرفة الكيفية ,
التي سوف يتم بها هذا الكلام ,
وهنا أوضح لها الملاك كيف يتم ذلك بأنه :
قالت مريم للملاك : لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ
"الرّوحُ القُدُسُ يَحِلُّ علَيكِ، وقوَّةُ العَلي تُظَللُكِ".
فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ».
(35) اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ،
باللغة اليونانية : (Πνεῦμα ἅγιον) , أي بدون أداة التعريف ,
وباللغة القبطية : (oupn?a efouab ) , أي بأداة النكرة ,
وليس : (pipn?a eqouab ) ,
بالآرامية : (axwr avdwqd ) , وتنطق :
(roo-kha qood-sha) ,أي (رووح قوودشا) ,
الروح القدس
لذا , يفضل البعض ترجمة الآية هكذا :
إن رُّوحَ الْقُدُسِ سيَحِلُّ عَلَيْكِ , ...
(36) هُوَذَا أَلِيصَابَاتُ نَسِيبَتُكِ هِيَ أَيْضًا حُبْلَى ... :
الأصل اليوناني للكلمة اليوناني هو : (συγγενής) ( ),
الكلمة العربية (نَسِيب) لها معني اصطلاحي وهو القرابة الشديدة ( عن طريق التزاوج ) ,
(37) لأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَى اللهِ :
العبارة باليونانيـــــــــــــــــــــــــــــــة : (οὐκ ἀδυνατήσει παρὰ τῷ θεῷ πᾶν ῥῆμα.)
تُذكِرنا بما قيل لإبراهيم :«μὴ ἀδυνατεῖ παρὰ τῷ θεῷ ῥῆμα» هَل يَسْتَحِيلُ عَلَى الرَّبِّ شَيْءٌ؟ (تك 14:18)
ملاحظات هامة (الحواشي):
( ) الكلمة اليونانية هي : (ἅπτω) , وهي نفس الكلمة التي قيلت للمجدلية , بعد القيامة : لاَ تَلْمِسِينِي (ἅπτω) لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي (Joh 20:17) ,
وكأن المعني الذي أراد الرب أن يقوله للمجدلية , هو : هل تؤمنين أني أنا الذي المس الجِبالَ فتُدَخنَ ؟؟؟ , حتي تقتربي لتلمسيني !!! ,
هل تؤمنين أني أنا الذي طأطِأت السماوات ونزِلِت , حتي تقتربي لتلمسيني !!! ,
لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي , وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ. (Joh 3:13)
وهذا في الواقع يقترب مما قاله العلامة أوريجينوس , حيث قال :
سألها ألا تلمسه لأنه لم يصعد بعد ، حتى تلمسه بعد صعوده ، إذ يُعد لها أمجادًا عظيمة ، فتلمس ما لا يمكن لمسه بالأيدي ، وترى ما لم تستطع رؤيته هنا ,
ولعله يخبرها ألا تلمسه بمعنى لا تعودي تحسبينني بشريًا مجردًا ، بل أنا القدوس , ارفعي قلبك وفكرك إلى السماويات ، واطلبيني هناك ،
لأني صاعد إلى أبي الذي لم أتركه قط , ولا انفصل عنه , أنا أقيمك واصعد بك إلى عرشي! ,
وهكذا فسّر الآية القديس جيروم , القديس أغسطينوس.
( ) لربط القراءات نقول : في إنجيل العشية أُعلِنَ خلاص المسيح للكل , وفي إنجيل باكر أُعلِنَ سلام المُخلِّص , وفي إنجيل القداس أُعلِنت البشارة بمولد المُخلِّص.
وللقراءات الكنسية علي مدار السنة القبطية خط روحي ولاهوتي عام , فقراءات الآحاد تُظهِر عمل الثالوث في الكنيسة ,
وقراءات الأيام (خاصة بكل يوم حسب أعياد الشهداء والقديسين) , تُظهِر عمل الكنيسة (جسد المسيح) , وبصفة إجمالية نقول أن :
البولس : يُبيّن عمل النعمة في الحياة , والكاثوليكون : يُبيّن الجهاد الروحي , والأبركسيس : يُبيّن عمل الروح القدس , والسنكسار : يُبيّن الإنجيل مُعاشاً ,
والمزمور : يُبيّن نبوات عن المسيّا , والإنجيل : هو البشارة المفرحة , والعظة :تُبيّن كيف أحيا رسالة الإنجيل , ...
( ) فهو ملك السلام الذي حل السلام على الأرض بواسطته ، كما ترنمت الملائكة عند ميلاده : "المَجدُ للهِ في الأعالي، وعلَى الأرضِ السَّلامُ، وبالناسِ المَسَرَّةُ" (لو2: 14) ,
وهو الذي يعطى السلام لكل نفس متعبة , وهو الذي يشرق في أيامه العدل وكثرة السلامة.
( ) مرد ثاوطوكية الأربعاء .
( ) وهو يوافق شهر نيسان أول شهور العام - وفيه يعمل الفصح - ، فالمسيح بدء الخليقة الجديدة , وهو فصحنا الذي قَدْ ذُبحَ لأَجْلِنَا. (1كو 5 : 7) ,
وها نبوة أشعياء قاربت أن تتحقق : لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ. (9 : 6).
( ) الناصرة : مدينة في الجليل شمال فلسطين تبعد (حوالي 140 كم) شمال أورشليم ، (حوالي 24 كم) جنوب غربي طبرية ,
عاش فيها يوسف النجار والعذراء مريم ، وقضى فيها المسيح عمره حتى وصل للثلاثين من عمره بعد عودته من مصر , لذلك سمى بالناصري (مر9:1 , 24:1) ,
وحين بدأ رسالته رفضه أهلها (لو28:4-31) , والمدينة مبنية على جبل (لو29:4) وكانت مدينة عديمة الأهمية لم تذكر في العهد القديم ولا وثائق الدول العظمى.
( ) اللغة اليونانية غنية بمفرداتها , فنجد علي سبيل المثال , في انجيل معلمنا لوقا , وفي الإصحاح الأول فقط (3) كلمات مختلفة وكلهم تُرجِموا بكلمة (سلام) ,
(أ) ἀσπασμός (تحِيَّةُ) , كما في : فَلَمَّا سَمِعَتْ أَلِيصَابَاتُ سَلاَمَ مَرْيَمَ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ فِي بَطْنِهَا، (Luk 1:41)
(ب) χαίρω (فَرَح) , كما فـــــــــي : فَدَخَلَ إِلَيْهَا الْمَلاَكُ وَقَالَ: «سَلاَمٌ لَكِ أَيَّتُهَا الْمُنْعَمُ عَلَيْهَا! اَلرَّبُّ مَعَكِ. (Luk 1:28)
(ت) εἰρήνη (سلام), كما فـــــــــي : لِيُضِيءَ عَلَى الْجَالِسِينَ فِي الظُّلْمَةِ وَظِلاَلِ الْمَوْتِ، لِكَيْ يَهْدِيَ أَقْدَامَنَا فِي طَرِيقِ السَّلاَمِ » (Luk 1:79)
وهي الكلمة التي يبدأ بها الأب الكاهن في جميع صلوات الكنيسة : (ir/n/ paci) , أي : "السلام لجميعكم".
كما أن السيد المسيح نفسه أستخدم الكلمتين ( χαίρω, εἰρήνη) كما في :
(χαίρω) كما في : وَفِيمَا هُمَا مُنْطَلِقَتَانِ لِتُخْبِرَا تَلاَمِيذَهُ إِذَا يَسُوعُ لاَقَاهُمَا وَقَالَ: «سَلاَمٌ لَكُمَا» (Mat 28:9)
(εἰρήνη) كما في : وَفِيمَا هُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِهذَا وَقَفَ يَسُوعُ نَفْسُهُ فِي وَسْطِهِمْ، وَقَالَ لَهُمْ: «سَلاَمٌ لَكُمْ!» (Luk 24:36)
والكلمة اليونانية (χαῖρε) تُترجم أحياناً في القبطية بــ (rasi) , وأحياناً بــ (ounof) «كما في لحن افرحي يا مريم (ounof ;mmo Mari;a) » ,
وأحياناً لا تُترجم و تترك كما هي , ولكن تُكتب بالقبطية (,ere) , بدلاً من : (χαίρε).
ومن الجدير بالذكر , أن نتذكر أن بشارة الملاك للعذراء , لم تكن في شهر كيهك ؛ بل كانت يوم (29) برمهات (باكورة أعيادنا السيدية الكبري).
( ) كما ترجمتها (اليسوعية) : «...افَرحي، أَيَّتُها الـمُمتَلِئَةُ نِعْمَةً، الرَّبُّ مَعَكِ» , وأيضاً ترجمة (NKJ) : " ... Rejoice, highly favored one …"
( ) كما سبق وذكرنا - اللغة اليونانية غنية بمفرداتها - فهناك فعلان بمعنى «يُنعم» :
I. الفعل العادي χαρίζομαι , وهو ورد (23) مرة في العهد الجديد ,
II. الفعل النادر χαριτόω ويعني «يُنعم بغزارة فائقة» ,
وهو لم يرد في كل الكتاب المقدس إلا ثلاث مرات هنا , و في : أفسس 1 : 6 ( لِمَدْحِ مَجْدِ نِعْمَتِهِ الَّتِي أَنْعَمَ بِهَا عَلَيْنَا فِي الْمَحْبُوبِ،) ,
و في : يشوع بن سيراخ 17:18 (اما ترى ان الكلام افضل من العطية وكلاهما عند الرجل المنعم عليه.)
ولأن الكلمة اليونانية (κεχαριτωμένη) إعرابها : (verb participle perfect passive nominative feminine singular from χαριτόω) ,
أي : ( اسم مفعول مفرد مؤنث في زمن الماضي التام في حالة الرفع ) , فيجوز أن تكون للوصف أي : (الـمُمتَلِئَةُ نِعْمَةً) , ويجوز كترجمة حرفية أن تكون :
اسم مفعول ماضي تام , أي : ( الْمُنْعَمُ عَلَيْهَا بغزارة فائقة) .
( ) كما في القبطية ( صعيدي tentac [ =nhmot ) , البيروتية , والترجمة المشتركة , وكتاب الحياة , والكتاب الشريف , NKJ .
( ) كما في القبطية (بحيري qh eqme\ `n`\mot) , والسريانية (Fwbyj tylm) , (MGI) , والفلوجاتا (gratia plena) , (DRA) , واليسوعية , والبولسية.
وكما في صلوات الكنيسة (قطع الساعة الثالثة , مرد ثاوطوكية يوم السبت , ... ).
( ) نسبة إلى الإسكندرية ، حيث تميز النساخ هناك بالخبرة و الحذر ,
ويسميه البعض النص المحايد (أو النص المحقّق) ، ويُعرف في الأوساط العلمية بـ(Nestle -Aland ) , وهو يتشكل من
المخطوطات التي لم تكن قد مرَّت بأيِّ تغيير أثناء نسخها بل مثَّلت نصوص المخطوطات الأصلية على وجه أدقّ , و النموذجان الرئيسان لهذا النص هما :
(أ ) المخطوطة السينائية (التي اكتشفها تشيندورف) ,
(ب) المخطوطة الفاتيكانية (المكتشفة داخل المكتبة الفاتيكانية).
وكما ذكر كثيرين من المؤرخين ان قسطنطين كلف يوسابيوس بان يقوم بعمل خمسين نسخه للعهد الجديد في الإسكندرية لينشرها , وبالفعل قام يوسابيوس بذلك ,
وقال كثير من علماء النقد النصي بان السينائية والفاتيكانية هما نسختين من هذه النسخ الخمسين.
( ) يشار لهذا النص عادة بالاختصار (Byz.) وهو الذي يضم (معظم المخطوطات التي ترجع إلى القرون الوسطى المتأخرة) ؛
ومن القرن الثامن إلي ما بعد العاشر انتشر النص البيزنطي,
فقط بعد مراجعات وتدقيقات الآباء بدقه بالغه , وهي الفترة التي تمثل اغلب المخطوطات للكتاب المقدس , وهي مكتوبة بالخط الصغير , ويسميه البعض نص الأغلبية (Majority ) لكثرة مخطوطاته .
( ) الترجمة (القبطية) كانت عن النصّ (السكندري) , لذا فهي لم تذكر كلمة (رأته) , بل قالت : (أما هي فاضطربت من كلامه , ... ) ,
( `nqoc de ac`]qorter `ejen paicaji ouo\ nacmokmek pe je ou a] `nrh; pe paiacpacmoc. )
ومن الجدير بالذكر أن أبينا القديس كيرلس الكبير عمود الدين , كانت استشهاداته من الكتاب المقدس , تأتي من النص السكندري .
( ) العبارة باليونانية هي : (καὶ τῆς βασιλείας αὐτοῦ οὐκ ἔσται τέλος) , وهي آخر عبارة في قانون الإيمان النيقاوي : (الذي ليس لملكه انقضاء).
( ) سؤال العذراء مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ : «كَيْفَ يَكُونُ (Πῶς ἔσται) هذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟» , هو مختلف تماماً , عن سؤال زكريا الكاهن , لأن العبارة : (Πῶς ἔσται) تُعتبر من التعبيرات الـ (ἅπαξ) , لأنها لم ترد (في كل العهد الجديد) غير في هذه الآية فقط ,
بينما زكريا الكاهن , كان يطلب علامة , لأنه قال : كَيْفَ أَعْلَمُ ؟ (...; Κατὰ τί γνώσομαι) , وهي نفس العبارة التي وردت علي لسان أبينا إبراهيم في :
(تك 15 : 8) , حيث قال : «أَيُّهَا السَّيِّدُ الرَّبُّ، بِمَاذَا أَعْلَمُ (Κατὰ τί γνώσομαι) أَنِّي أَرِثُهَا؟» , ... ,
لذلك أخذ زكريا عقوبة أنه يبقى صامتاً حتى يرى بعينيه ما سوف يحدث , لأنه لم يصدق كلام الملاك.
( ) ويرى علماء اللاهوت , أنه في اللحظة التي قبلت فيها العذراء كلام الملاك , وقدمت الطاعة لله ، قبِلت (إليها) سرّ التجسد ، فالله يقدِّس الحرية الإنسانية ، وكان غير ممكناً أن يتجسد المسيح منها قبل أن تقبل هي أولاً.
( ) أيضاً نقرأ في الابركسيس في أحد العنصرة (أع 2 : 4) :
وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ ( oupn?a efouab) ، وَابْتَدَأُوا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ أُخْرَى كَمَا أَعْطَاهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا. , (أي - نكرة - بدون أداة معرفة)
وأيضاً في إنجيل القداس في أحد توما (الأحد الجديد) من الخماسين (يو 20 : 23) :
وَلَمَّا قَالَ هذَا نَفَخَ وَقَالَ لَهُمُ: «اقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ ( oupn?a efouab) مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ، وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ أُمْسِكَتْ» , وهي نفس العبارة
التي يقولها الأب الكاهن (في تحليل الابن) , والترجمة الحرفية لها هي : (روحاً قدساً) أو (روحاً قدوساً) , بدون أداة تعريف.
( ) ذكر الكتاب (pipn?a eqouab ) بأداة التعريف , في (لو 3 : 22) : وَنَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ الْقُدُسُ (pipn?a eqouab ) بِهَيْئَةٍ جِسْمِيَّةٍ مِثْلِ
حَمَامَةٍ , وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً: «أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ، بِكَ سُرِرْتُ» , أي أنه في عماد السيد المسيح الذي نَزَلَ عَلَيْهِ هو (إقنوم) الروح القدس ذاته ,
وغالبية الترجمات الإنجليزية , لا تُظهِر الفرق - بين وجود أداة التعريف أو غيابها - فالترجمة واحدة في الحالتين , وهي : (The Holy Spirit) ,
بينما في الترجمات القديمة : (The Holy Ghost).
( ) هذا يؤكد نفي نظرية : (الحلول ألإقنومي) , وهكذا ترجمتها ترجمة : (لجنة قداسة البابا كيرلس السادس).
( ) ترجمت اليسوعية (لو 1 : 35) هكذا : ... إِنَّ الرُّوحَ القُدُسَ سَينزِلُ عَليكِ وقُدرَةَ العَلِيِّ تُظَلِّلَكِ، ... , بينما ترجمتها الترجمة (البولسية) , وترجمة (الكتاب الشريف) هكذا :
... "أَلرُّوحُ القُدُسُ يَأتي عليكِ، وقُدرةُ العَليِّ تُظلِّلُكِ؛ ...
( ) الكلمة اليونانية :(συγγενής, ές) وردت في العهد الجديد (12) مرة , تُرجِمت في (5) مرات منها (قريب) : (مر 6 : 4 , لو 1 :58 , 2 : 44 , 14 : 12 , 21 : 16) ,
و تُرجِمت في (7) مرات (نسيب) , ولكنها حتي عندما تُرجِمت (نسيب) , كانت تُشِير للقريب (من جهة الجنس) كما في :
فَإِنِّي كُنْتُ أَوَدُّ لَوْ أَكُونُ أَنَا نَفْسِي مَحْرُومًا مِنَ الْمَسِيحِ لأَجْلِ إِخْوَتِي أَنْسِبَائِي حَسَبَ الْجَسَدِ، (Rom 9:3) أي أن المقصود : (اليهود) بني قومي , بني جنسي ,
وليس فقط سبط (بنيامين) الذي ينتمي إليه القديس بولس, كذلك أيضاً : رو 16 : 7 , 11 , ...
هذا غير أن الكلمة في النص السكندري هي : (συγγενίς, ίδος, ἡ) = kinswoman = إحدى القريبات.
كما أنها تُرجِمت : (عشيرة) في : ( لا 25 : 45 ) .
وفي الآية التي نحن بصددها (لو ا :36) : هُوَذَا أَلِيصَابَاتُ نَسِيبَتُكِ هِيَ أَيْضًا حُبْلَى ... , اختلفت الترجمات العربية , فمنهم من ترجمها نسيبتك , مثل :
الترجمة (البيروتية) , (البولسية) , (اليسوعية) , ترجمة (الحياة) , ومنهم من ترجمها (قَرِيبَتُكِ) مثل :
الترجمة (العربية المبسطة) , (المشتركة) , (الجليلية) , (الكتاب الشريف) , بينما ترجمت (لجنة قداسة البابا كيرلس السادس) الآية هكذا :
وها هي أليصابات التي من بنات جنسك , قد حبلت هي أيضاً بابن في شيخوختها ...
( ) في المعجم الوسيط : النسيب هو المناسب , الجمع (نسباء وأنسباء) , ويقال رجل نسيب شريف أي معروف حسبه وأصوله و ( في الشعر ) = الرقيق منه .
( ) يذكر السنكسار في يوم 16 امشير أن : سالومي و أليصابات والسيدة العذراء مريم بنات خالات !!! ,
في حين أن أَلِيصَابَاتُ من بَنَاتِ هارُونَ أي سبط لاوي (لو1 :5) ! , والعذراء من بيت لحم مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ وَعَشِيرَتِهِ أي سبط يهوذا (لو2 :4) !
( ) وكما قيل عن إبراهيم «فآمن بالرب فحُسب له برًّا» (تك 15: 6) , قيل عن العذراء «فطوبى للتي آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب» (لو1: 45) ,
وكما قال الرب عن إبراهيم : «إِبْرَاهِيمَ عَبْدِي» (تك 26 : 24) , قالت العذراء « هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ » (لو1: 38) , ...
وباختصار نقول : أن العذراء هي ابنة إبراهيم , وورثت إيمان إبراهيم , وكما بدأ العهد القديم بإيمان إبراهيم ، الآن يبدأ العهد الجديد بإيمان ابنة إبراهيم (العذراء).
.... Follow
Do not forget to subscribe to the service site:
(explanation between the lines of the Bible)
May the Lord reward you
🙏 Amen 🙏
لقراءة موضوعات تطبيقات عهد قديم
👈👈👈 (اضغط هنا)
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _