آدم "الإنسان الأول"
في اليوم السادس قَال اللهُ:
«نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا (تك 1 : 26)
... فجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ تُرَابًا مِنَ الأَرْضِ. (تك 2 : 7)
يذكر بعض المفسرين أن المكان الذي خلق منه آدم هو نفس مكان ميلاد السيد المسيح!!!, بينما المكان الذي كان يصلي فيه آدم وحواء بعد طردهما من الجنة, هو نفس المكان الذي بارك فيه ملكي صادق إبراهيم (تك14: 17), وهو نفس المكان الذي أمر الرب إبراهيم أن يقدم إسحق ابنه الوحيد محرقة (تك 22 :9), وهو المكان الذي تمَّ بناء الهيكل فيه.
«نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا (تك 1 : 26)
... فجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ تُرَابًا مِنَ الأَرْضِ. (تك 2 : 7)
يوم الخلق:
يوم الخلق:
الاسم الرباعي لآدم:
ملاحظات:
يُفرِّق بعض القديسين بين الصُورَة والشَبَه, فيقول القديس إيرينيئوس: أن الصُورَة: تمثل المواهب الطبيعية, على الأخص "العقل, الحرية (الإرادة), ... ",
وهذه لم نفقدها بالسقوط ولكننا فقدنا: الشَبَه, وهو الشركة مع الكلمة والروح القدس, ويوضح نفس الفكرة القديس أثناسيوس فيقول: "أننا لم نفقد الصُورَة لكنها تشوهت ...", وبينما يقول بعض الغربيين (تأثراً بفكر القديس أغسطينوس): أن آدم خُلِقَ خالداً !!!, يقول معلمنا وأبينا القديس كيرلس (عمود الدين): أن آدم عندما خُلِقَ كان مدعواً للخلود, لكنه أختار الموت." فإِنَ اللهَ خَلَقَ الإنْسانَ لِعَدَم الفَساد وجعَلَه صورةَ ذاتِه الإلهِيَّة لكِن بِحَسَدِ إبليسَ دَخَلَ المَوتُ إِلى العالَم " (حك 2 :23).
الآية في العبرية تكشف لنا معنى كلمة آدم (אָדָם) : ... את־הָ אָדָם עָפָר מִן־הָ אֲדָמָה ... أي: فجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ تُرَابًا مِنَ الأَدمة .
فآدم (ܐܕܡ) : اسم عبري ومعناه (إنسان) , وكذلك معناه لغوياً (أحمر) من (آدام) العبرية, لأن تراب الأرض التي اُخِذَ منها لونه (أحمر) , إذًا هو الإنسان الذي من الأرض، من الطين، وهو مدعوّ أن يعود إلى الأرض التي أُخذ منها لأنّه تراب (تك 3: 19), وقد خُلِقَ آدم رجلاً كاملاً (بالغاً) أي في سن حوالي 30 سنة. وعلى نقيض ما قد توحي به ترجمات الكتاب المقدس، فإنّ كلمة "آدم" لفظ شائع جداً، يدل على مجموعة كبيرة من المعاني, فعندما كان أحد اليهود ينطق بهذه الكلمة، فإنه لم يكن يفكر قطّ في الإنسان الأول , وإذا استثنينا قصة الخلق، حيث تلتبس دلالة اللفظ، فإن كلمة آدم لا تدل دلالة أكيدة على الإنسان الأول إلا في خمسة مواضع فقط (تكوين 4: 25، 5: 1 , 3- 5، أيام 1: 1، طوبيا 8: 6) , فهذا اللفظ يُعبَّر به، عادةً وبحقّ، عن الإنسان عامة (أي14: 1, أش6: 12, جا6: 12, زك13: 5, ...) ويوجد كلمة أخرى بمعنى (إنسان) وهي: (אֱנוֹשׁ), أي: (أنوش) وهو ابن شيث, حيث يذكر لنا الكتاب في (تك 4 : 26): وَلِشِيث أَيْضًا وُلِدَ ابْنٌ فَدَعَا اسْمَهُ أَنُوشَ. حِينَئِذٍ ابْتُدِئَ أن يُدْعَى بِاسْمِ الرَّبِّ. أي: كأن أنوش (ومعنى اسمه إنسان) هو بداية جديدة لخلق آدم (الذي معنى اسمه إنسان أيضاً). وهذا الفهم في الواقع يكشف لنا أسرار في العهد القديم , حيث أننا كلما نقرأ كلمة (إنسان) بالعربية نرجع إلى أصلها العبري لنري هل هي (אָדָם) أم (אֱנוֹשׁ) أي: هل هي (آدم) أم (أنوش), وعلي سبيل المثال لا الحصر (لأن كلمة إنسان وردت في العهد القديم حوالي 515 مرة) , فعندما نقول في المزمور الـ (8) من صلاة باكر: "... من هو الإنسان (אֱנוֹשׁ) حتى تذكره، أو ابن الإنسان (אָדָם) حتى تفتقده؟! أنقصته قليلا عن الملائكة (אֱלֹהִים) ... " نجد أن كلمة (الإنسان) الأولى هي: (أنوش) بينما كلمة (الإنسان) الثانية هي: (آدم) !!! في حين نجد العكس في (مز 144 : 3) الذي يقول: " يَا رَبُّ، أَيُّ شَيْءٍ هُوَ الإِنْسَانُ (אָדָם) حَتَّى تَعْرِفَهُ، أَوِ ابْنُ الإِنْسَانِ (אֱנוֹשׁ) حَتَّى تَفْتَكِرَ بِهِ؟ " فنجد أن كلمة (الإنسان) الأولى هي : (آدم) بينما كلمة (الإنسان) الثانية هي : (أنوش) !!! وإن كُنت لا أريد أن أُطيلُ لأن الكلام في اللغات جاف ولا يكون دائماً شيقاً, لكنني لا أستطيع أن أُنكر أنه توجد كلمة ثالثة بمعنى: (إنسان, رجل), وهي: (אישׁ), فعندما أحضر الله حواء إلى آدم, قال آدم: «هذِهِ الآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي. هذِهِ تُدْعَى امْرَأَةً (אִשָּׁה, بالعبري تُنطق : إشّاه) لأَنَّهَا مِنِ امْرِءٍ (אִישׁ, بالعبري تُنطق: إيش) أُخِذَتْ» ...
يؤكد القديس باسيليوس (الكبير) أن تعبير: (وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْماً وَاحِدًا.) يُقصد به يوم = 24 ساعة, يقول القديس مار أفرام السرياني:
الأعشاب خُلِقت في يوم ولكنها ظهرت من العدم كما لو كان عمرها عدة شهور وكذلك الأشجار خُلِقت في يوم ولكنها كانت ناضجة تماماً بل يوجد براعم في فروعها والأعشاب خُلِقت كاملة معدة لتكون غذاء للحيوانات التي ستخلق بعد يومين, وأيضاً خلق الذرة التي ستكون غذاء لآدم الذي سوف يُطرح من الجنة بعد أربعة أيام, مؤكداً على دقة تعبير: "يوم" وأنه لا يجب أن نأخذ يوم بمعنى رمزي!!! ... بينما القديس يوحنا ذهبي الفم يقول (معلقاً أن الشمس خلقت في اليوم الرابع): فالشمس ليست هي الصانعة اليوم " بمعنى أن الله هو خالق اليوم وليست الشمس", وتقول رسالة برنابا: لو أَبْقَى أولادي على السبت عندها ساترك رحمتي تحل عليهم. السبت ذُكِرَ في بداية الخليقة وصنع الله في ستة أيام عمل يديه وصنع النهاية في اليوم السابع وَاسْتَرَاحَ فيه وقدَّسه فانتبهوا أبنائي معنى هذا أنه انْتَهَى في ستة أيام, هذا يعني أن الرب سوف يُنهي كل الأشياء في ستة آلاف سنة لأن اليوم في عينه كألف سنة ..., كما قال القديس إيرينيئوس: كما خلق الله العالم في ستة أيام سيفني العالم في ستة آلاف سنة!!!.
نَسَمَةَ: الكلمة اليونانية هي (πνοή) وهي نفس الكلمة المستخدمة في (أع2: 2): وَصَارَ بَغْتَةً مِنَ السَّمَاءِ صَوْتٌ كَمَا مِنْ هُبُوبِ رِيحٍ عَاصِفَةٍ ...
ويرى القديس كيرلس (عمود الدين): أن نسمة الحياة هذه هي عطية الروح القدس!!!, لأنه لو كانت النفس الإنسانية العاقلة ما كان ليخطأ !!!. (شرح إنجيل يوحنا 14 : 20 ص 319), ويستطرد قائلاً: فعندما أخطأ آدم الأول غادره الروح القدس, وعاد ليسكن فيه مرة أخرى بمعمودية آدم الأخير (السيد المسيح), وهذا الرأي لا تقبله الكنيسة الجامعة, لأنه لو كانت نسمة الحياة التي أعطاها الله لآدم هي عطية الرح القس, ما كان ليخطئ !!.
الروح في الإنسان هي التي على صورة الله ومثاله وليس الجسد, ونلاحظ اِخْتِلاف هذه الآية في (التوراة السامرية), التي قالت:
فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ بقدرته, بصُورَة الملائكة خَلَقَهُ ... !!!, (بدلاً من: فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ ...).
كان الآباء يطلقون على ستة أيام الخلق تعبير: هيكساميرون (Hexaemeron), من العجيب حقاً أن نعلم أن جسم الإنسان يحوي من (30 إلى 100)
ترليون خلية, وكل خلية تحتوي على جسم صغير يُسمي النواة , وكل نواة تحتوي على (46) كروموسوم , وهذه الكروموسومات إذا تم فردها يصل طولها إلى حوالي (160) مليار كم !!!, وتحتوي هذه الكروموسومات على أجسام صغيرة تُسمَّى: جينم , وكل خلية بها حوالي: (100) ألف جينم تتحكم في صفات الإنسان الوراثية !!!.
وكان ذلك حسبما يذكر سفر (اليوبيلات) بعد (40) سنة, بينما تم خلق حواء في اليوم الـ (80) لدخول آدم الجنة. وربما نجد هنا علاقة بين رقم: (40)
لـ (الذكر), ورقم: (80) لـ (الأُنْثَى), كما في: (لاويين 12).
.... Follow
👈👈👈 (اضغط هنا)
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
لقراءة موضوعات تطبيقات عهد جديد
👈👈👈 (اضغط هنا)
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
لقراءة موضوعات اسرار في لغة الوحي
👈👈👈 (اضغط هنا)
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
لقراءة موضوعات عن الطلاق
👈👈👈 (اضغط هنا)
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
لقراءة موضوعات عن الابوكريفا
تحميل مقدمة مهمة لفهم اسرار لغة الوحي (٦ صفحات) PDF
تحميل ٥ آيات من الانجيل تحليل وترجمة (١- ٥) (٥ صفحات) PDF