السبت بعد عصر العهد الجديد
Saturday after the New Testament era
X فيكتب القديس إغناطيوس (تلميذ الرسول يوحنا وأسقف أنطاكية) في رسالته إلى الكنيسة في مغنيسيا في أوائل القرن الثاني:
" لا يخدعكم أحد بتعاليم أو بخرافات عتيقة، لأننا إن كنا ما زلنا نعيش حسب الناموس اليهودي، فإننا بذلك نعترف بأننا لم نحصل على النعمة ", ثم يردف بالقول بأن قراءة: " قد نشأوا تحت النظام العتيق، ولكن أصبح الآن رجاء جديد، فلم يعودوا يحفظون السبت".
X يقول القديس يوستينوس الشهيد (من أوائل المدافعين عن المسيحية) في منتصف القرن الثاني:
نجتمع سويّة يوم الأحد لأنه اليوم الأول الذي فيه غيّر الله الظلمة إلى نور, والعدم إلى وجود , وفي هذا اليوم قام مخلصنا يسوع المسيح من الأموات, ويشرح (في حوراه مع تريفون): لماذا لا يحفظ المسيحيون ناموس موسى، ولا يمارسون الختان، ولا يحفظون السبت
(1) أن حفظ السبت الحقيقي في العهد الجديد هو حفظ سبت دائم من الابتعاد عن الخطية.
(2) أن الأبرار القدماء، آدم وهابيل وأخنوخ ونوح وأمثالهم أرضوا الله بدون أن يحفظوا السبت.
(3) أن الله فرض السبت على الإسرائيليين بسبب شرهم وصلابة قلوبهم.
X كما أن القديس إيرينيئوس (أسقف ليون) في النصف الأخير من القرن الثاني:
كان يرى أن السبت مجرد رمز لملكوت الله في المستقبل " الذي فيه سيجلس الإنسان، الذي ثابر على خدمة الله، على مائدة الله"
X ويكتب القديس أكليمندس السكندرى، في ختام القرن الثاني:
"إن السبت بالامتناع عدم الشر ، يبدو أنه يدل على ضبط النفس".
X وشهد القديس أثناسيوس الإسكندري قائلاً:
"إن الله قد غيّر يوم السبت إلى يوم الرب".
X وقال يوسابيوس القيصري المؤرخ (العالم في أصول الديانة المسيحية):
والكلمة (المسيح) بالعهد الذي قطعه معنا غيّر وليمة السبت إلى نور الصباح وأعطانا المخلّص يوم الرب رمز الراحة الحقيقية, ففي هذا اليوم يجب أن نسلك بموجب الشريعة الروحية, وكل ما يمكننا أن نعمله يوم السبت فقد نُقل إلى يوم الرب, وقد أُعلن لنا أنه يجب أن نجتمع في مثل هذا اليوم.
X ويقول العلامة ترتليانوس، في بداية القرن الثالث:
"لا علاقة لنا بالسبت أو بالأعياد اليهودية الأُخْرَى، وبالأحرى مع الأعياد الوثنية",
ويقول في موضع آخر:
إن الذين يناضلون من أجل استمرار الالتزام بحفظ السبت، عليهم إثبات أن آدم وهابيل وأخنوخ ونوح وملكي صادق أيضاً قد حفظوا هذه الأشياء, ويردف ذلك بالقول إن السبت كان رمزاً للراحة من الخطية، وللراحة النهائية في الله, وكان الغرض منه ومن كل طقوس الناموس أن تستمر إلى أن يأتي المشرِّع الجديد الذى سيأتي بالحقائق التي تشير إليها هذه الظلال, ومازال اليهود غير المسيحيين يحفظون السبت إلى الآن.وفي العصور الأولى حفظ بعض المسيحيين اليهود اليوم السابع مع الاجتماع للعبادة في اليوم الأول من الأسبوع، ولكن تأثيرهم على المسيحية سرعان ما تضاءل بعد خراب أورشليم سنة 70 م.
وشهادة آباء الكنيسة قبل مجمع نيقية هي أن:
" السبت" كان فريضة يهودية غير ملزمة للمؤمنين المسيحيين، ففي أول الأسبوع قام الرب من بين الأموات، وأظهر نفسه لتلاميذه (يو20: 26)، وأرسل الروح القدس في يوم الخمسين ( أع2: 1), وهكذا أصبح منذ البداية أعظم الأيام، فهو "يوم الرب" (رؤ 1: 10), الذى كان يجتمع فيه المسيحيون للعبادة ( أع 20: 7، 1كو16: 2).
وقد قدّس المسيحيون الأولون يوم السبت, ولكن اليوم الأول من الأسبوع أي ( الأحد ) حلّ تدريجياً محل اليوم السابع, (أي أن: مجد الأحد غطَّى على مجد السبت), وكان المسيحيون الأولون يجتمعون فيه للصلاة, فقد جعلت قيامة ربنا قيمة خاصة لهذا اليوم الأول من الأسبوع.
وفي قرار المجمع المسيحي الأول لم يفرض قادة الكنيسة الأولى حفظ يوم السبت اليهودي على أحد. (أع15: 28), فلم تعد هناك إلزامية حفظ يوم السبت اليهودي, وقد نقل المسيحيون إلى اليوم الأول من الأسبوع أفضل ما في السبت اليهودي, وتخلصوا من كل الأخطاء التي ألصقها به اليهود, على أن هذا لا يعني عدم حفظ يوم الأحد بدقة, فإن السبت كناموس أدبي أمر باقٍ, والسُنَّة التي بُنِيَ عليها لا تتغير بتغيير السبت إلى الأحد, فإنه يجب علينا أن نستريح يوماً في كل أسبوع بعد الكدّ والتعب, كما أننا ينبغي أن نعطي الله سُبع الوقت مكرساً تماماً له, غير أن غاية المسيحي من حفظ الأحد تختلف عن غاية اليهودي من حفظ السبت, فإن المسيحي ينظر إلى يوم الأحد واثقاً بالفادي الذي قام فيه منتصراً من الأموات ليتمم له عمل الفداء.
وهناك جماعة من (المسيحيين) يفتكرون أن المسيحيين ينبغي أن يحفظوا يوم السبت لا يوم الأحد, لكن قيامة المسيح غيّرت يوم السبت إلى الأحد بقوة إلهية, وقد اعتاد المسيحيون الأولون أن يجتمعوا للعبادة المسيحية في أول الأسبوع كما هو ظاهر في الإنجيل, وكان بعض المسيحيين الأولين يحفظون كلاً من السبت اليهودي ويوم الرب المسيحي واستمر هذا مدة أربعة قرون, ثم أنتهى أمره بعد أن منعه مجمع لاودكية الكنسي في عام 364م, واعتمدوا في ذلك على اجتماع المسيح بتلاميذه في اليوم الأول من الأسبوع دوماً.
ويخبرنا تاريخ الكنيسة أنها حفظت اليوم الأول من الأسبوع بناء على أوامر الرسل.
ومن الأدلة الكتابية على حفظ الأحد بدل السبت:
وَلَمَّا كَانَتْ عَشِيَّةُ ذلِكَ الْيَوْمِ، وَهُوَ أَوَّلُ الأُسْبُوعِ، وَكَانَتِ الأَبْوَابُ مُغَلَّقَةً حَيْثُ كَانَ التَّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِسَبَبِ الْخَوْفِ مِنَ الْيَهُودِ، جَاءَ يَسُوعُ وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ، وَقَالَ لَهُمْ:«سَلاَمٌ لَكُمْ!» (يو 20: 19)
U وَفِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ إِذْ كَانَ التَّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِيَكْسِرُوا خُبْزًا، خَاطَبَهُمْ بُولُسُ وَهُوَ مُزْمِعٌ أَنْ يَمْضِيَ فِي الْغَدِ، وَأَطَالَ الْكَلاَمَ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ. (أع 20: 7)
U كُنْتُ فِي الرُّوحِ فِي يَوْمِ الرَّبِّ، وَسَمِعْتُ وَرَائِي صَوْتًا عَظِيمًا كَصَوْتِ بُوقٍ. (رؤ 1: 10)
سبت ثاني بعد الأول
نقرأ في (لو6: 1):
"وفي السبت الثاني بعد الأول اجتاز بين الزروع".
وهناك آراء مختلفة بخصوص هذا اليوم "الأول":
1) إنه السبت الأول من السنة الثانية من مدة السبع السنوات.
2) السبت الأول بعد اليوم الثاني من الفصح، أي السبت الأول من السبعة السبوت، التي كان يجب على بنى إسرائيل أن "يحسبوا" لهم من "غد السبت" إلى يوم الخمسين ( لا 23: 15)
3) السبت الأول من السنة اليهودية الدينية (نحو منتصف مارس) باعتبار أن السبت الأول من السنة المدنية
(نحو منتصف سبتمبر) هو السبت الأول, ولعل الرأي الأول هو الأرجح.
.. يتبع
لقراءة موضوعات عن يوم السبت اليهودي